بحث هذه المدونة الإلكترونية

شريط جديد المدونة

الأحد، 6 فبراير 2011

مونديال قطر يثير شهية شركات الإنشاءات العالمية

الرؤية الاقتصادية - الدوحة:


لا حديث هنا في أوساط قطاع الأعمال القطري إلا عن المشاريع الضخمة التي سيتم طرحها على مدى السنوات العشر المقبلة، بعد أن فازت قطر بشرف استضافة «مونديال كأس العالم 2022».

وما أثار شهية كثير من الشركات الإقليمية والعالمية نحو السوق القطرية الإعلان عن نية قطر طرح مشاريع عملاقة ترتبط باستضافة المونديال تتجاوز قيمتها 140 مليار دولار، وذلك منذ مطلع ديسمبر الماضي، عندما أعلن عن فوز قطر بتنظيم مونديال 2022 بعد فوزها بـ14 صوتاً عقب منافسة محتدمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي لم تحصل إلا على 7 أصوات فقط في التصويت النهائي.

وستكون قطر مستعدة لاستقبال نحو 450 ألف مشجع، إلى جانب 32 فريقاً ينافس في النهائيات العام 2022، وبحضور ضخم لوسائل

الإعلام العالمية.

وسيتم توجيه جل الإنفاق المنتظر خلال السنوات العشر المقبلة نحو قطاع البنى التحتية.

ومن أبرز المشاريع التي سيتم تشييدها، تسعة ملاعب مكيفة جديدة وتحديث ثلاثة أخرى، وهناك مشروع لإنشاء شبكة سكك حديدية داخلية تتكلف أكثر من 25 مليار دولار، ومشروع تم البدء في تنفيذه، ويتعلق بإنشاء ميناء بحري جديد في العاصمة الدوحة يتكلف قرابة 5 مليارات دولار، فضلاً عن تخصيص 20 مليار دولار لبناء طرق جديدة في مختلف أنحاء قطر، إضافة إلى إنشاء مطار جديد ستفتتح المرحلة الأولى منه أواخر العام الجاري، وتصل تكاليفه الإجمالية إلى نحو 15 مليار دولار، حيث يستطيع استيعاب 50 مليون راكب سنوياً، وهناك مشروع لإنشاء معبر لم يتضح بعد ما إذا سيكون نفقاً تحت البحر، أو جسراً معلقاً بطول 15 كيلو، ويتكلف مليارات عدة من الدولارات، ويتوقع أن تعجل استضافة قطر لكأس العالم بتنفيذ مشروع الجسر البحري الذي يربط في ما بينها وبين البحرين، ويتكلف 4 مليارات دولار.

القطاع الفندقي

وبالنسبة للقطاع الفندقي، ينتظر أن تشهد الدوحة إنشاء عشرات الفنادق العالمية ذات الخمس نجوم، ويناهز عدد الغرف الفندقية في قطر اليوم 10 آلاف غرفة، ويتوقع ارتفاع الرقم إلى 17 ألفاً في نهاية العام الجاري، وفقاً لشركة «كولييرز إنترناشيونال».

وبحسب اشتراطات الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، ستكون قطر مطالبة بزيادة سعة غرفها الفندقية إلى 60 ألف غرفة، لكن ملف قطر الذي تقدمت به لاستضافة كأس العالم وعد بزيادة الطاقة الاستيعابية للفنادق إلى 95 ألف غرفة بحلول موعد المونديال في 2022.

أحمد حسين الخلف، وهو رجل أعمال يدير مجموعة شركات قطرية تعمل في أكثر من قطاع، وإن كانت تتركز على نشاط المقاولات، يقول إن حلم بطولة كأس العالم سيكون بمنزلة القوة الإضافية الداعمة للقطاعات العاملة كافة في قطر ومنطقة الخليج ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها، حيث ستشكل انطلاقة لرحلة استثمارية تستغرق 12 عاماً، وتعمل على خلق فرص للتعاون الإقليمي والاستثمار المتبادل، مع تأثير إيجابي طويل الأمد على قطر والمنطقة.

يضيف الخلف قائلاً «يبدو جلياً أن الإنفاق القطري المتوقع على مونديال 2022 بدأ يجني ثماره بإغراء الشركات الإقليمية والدولية لاقتناص فرص أعمال في القطاعات المتعلقة بالبطولة، التي تشمل تأسيس ملاعب وفنادق وتطوير وتوسيع مطارات وإنشاء طرق وشوارع وغيرها»، موضحاً أن الشركات العالمية تسعى للاستفادة من الإنفاق المالي الضخم على استعدادات قطر لاستضافة المونديال.

شركات خليجية

وتوقع الخلف أن تنافس شركات إقليمية عملاقة على مستوى المنطقة، خصوصاً من الإمارات والسعودية على مشاريع المونديال. ويقول إن شركة «أرابتك» مثلاً سيكون لها دور كبير في تلك المشاريع، فيما توقع أن تكون شركة «الجابر»، عملاق قطاع المقاولات في دولة الإمارات، والتي تسمى بـ«بكتل أبوظبي»، حاضرة بقوة في الفوز بصفقات المونديال.

وأشار الخلف إلى أن شركة «الجابر» قامت ببناء كثير من المشاريع الكبرى في دبي، مثل فندق ميناء السلام الشهير، ودبي مارينا مول، وفندق كيمبينيسكي مول الإمارات، والتوسعة الثانية لمطار دبي الدولي، وإحدى مراحل مطار أبوظبي، ومنتجع مدينة جميرا الفاخر.

وقامت خلال الأيام الفائتة وفود أعمال من الإمارات والسعودية بزيارة الدوحة، فيما ترأس رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي أكبر وفد أعمال يزور الدوحة منذ سنوات، والذي قدم على متن طائرتين عملاقتين وبلغ تعداده أكثر من 250 رجل أعمال، يمثلون مختلف قطاعات وأنشطة الاقتصاد في تركيا.

وقامت هذه الوفود بالالتقاء مع المسؤولين القطريين ومختلف قطاعات الأعمال في قطر، لشرح إمكاناتها في المساهمة بمشاريع البنى التحتية والاستثمارات المتعلقة بالمونديال.

وتتوقع شركة «أرابتك للإنشاء»، التي تعد إحدى كبرى شركات الإنشاء في دبي، الفوز بحصة كبيرة من المشاريع العقارية التي ستطرحها قطر في إطار تحضيراتها لاستضافة كأس العالم 2022، وتبدي الشركة قدراً كبيراً من التفاؤل باستحواذها على حصة كبيرة من تلك المشاريع، نظراً لما تتمتع به من خبرة في مجال الإنشاءات السكنية والتجارية والفندقية والرياضية وغيرها.

وتبدي شركات إماراتية أخرى غير «أرابتك» و«الجابر» اهتماماً كبيراً بالسوق القطرية خلال المرحلة المقبلة، مثل شركات «دريك آند سكل» و«الحبتور» و«الفطيم».

حضور تركي

وخلال زيارته الدوحة، حصل رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي على وعد من نظيره القطري بإلغاء شرط الكفيل المفروض على الشركات التركية لممارسة أعمالها في قطر، ولفت أردوغان القول إلى أن إزالة هذا الشرط من شأنه أن يسهم في تعزيز تواجد الشركات التركية في السوق القطرية خلال المرحلة المقبلة، التي تتطلب من الجميع الاستعداد الجيد لها.

من جانبه، توقع الدكتور عبد اللـه رضوان، رئيس اللجنة الوطنية للمقاولين في مجلس الغرف السعودية، أن تدخل شركات المقاولات السعودية في تحالفات محلية وعالمية للفوز بنصيب الأسد في مشاريع البنى التحتية والتجهيزات الأساسية التي أعلنت عنها قطر استعداداً لنهائيات كأس العالم 2022. وشدد رضوان على أن قطاع المقاولات السعودي سيلعب دوراً رئيساً في تنفيذ مشاريع قطرية بحكم موقع المملكة جغرافياً والمقومات التي تمتلكها من مصانع وخدمات لوجستية لتوريد المنتجات، فيما توقع أن يحتل قطاع المقاولات المرتبة الثانية بعد النفط في مجال التصدير خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن لجنة المقاولات تسعى إلى تحسين رؤية بيئة القطاع، من خلال تجهيز بيئة عملها التي تعاني منها في الوقت الراهن، ما يسهم في فوز شركات المقاولات السعودية بحصة كبيرة من مشاريع قطر بحكم قرب السعودية جغرافياً من قطر وأنظمة دول مجلس التعاون، التي تسهم في تيسير عمل الشركات الخليجية في دول المجلس.

وتسعى الشركات السعودية للفوز بمشاريع تتعلق بالطرق والمستشفيات وبناء المطارات والملاعب الرياضية والفنادق.

تحالفات عالمية

وقال الدكتور حسين عمران، رئيس نقطة التجارة الدولية المصرية، خلال زيارة قام بها إلى الدوحة مؤخراً، إن «هيئة الاستثمار» في بلاده ستتخذ خطوات عديدة لدعم الشركات المصرية الراغبة في الاستثمار في قطر، كما ستقوم بإعداد خطة لبحث كيفية الاستفادة الاستثمارية من هذه البطولة العالمية وما سيتبعها من زيادة الإنفاق على الاقتصاد القطري في قطاعاته المختلفة.

ويتواجد في قطر حالياً شركات استثمارية مصرية عدة تعمل في مجالات المقاولات، والتأمين، والأعمال الاستشارية، والكابلات، والصناعات المعدنية. وعلى المستوى العالمي، أعلنت أكثر من شركة دولية نيتها دخول السوق القطرية والمنافسة على المشاريع الاستثمارية التي ستطرح خلال الفترة المقبلة. من بين هذه الشركات «هوختيف» الألمانية، التي قامت قطر مؤخراً بشراء 9.1 بالمئة من أسهمها مقابل 500 مليون دولار.

وتعد شركة «هوختيف» أكبر شركة بناء في أوروبا، وبموجب هذه الشراكة، ستتولى الشركة القيام بإنجاز وتطوير الكثير من مشاريع البنى التحتية في قطر قبل حلول موعد المونديال.

لكن هيلين رانغ من منتدى رجال الأعمال الألمان في قطر، ونائبة رئيس منتدى الشرق الأدنى والأوسط في برلين، تقول إن على الشركات الألمانية والعالمية التي تسعى للمنافسة على الفوز بعقود مشاريع مونديال 2022 أن تأخذ بالاعتبار ضرورة أن لا تبتعد التكلفة المالية للمشاريع عن العروض الآسيوية المنافسة التي ستنافس بقوة.

وستناط أعمال تبريد الملاعب إلى الشركة الأيرلندية «ميركوري إنجيريينغ»، والتي كانت أسهمت في تحضير عرض قطر للفوز باحتضان كأس العالم 2022، من خلال مشروع تبريد صديق للبيئة يخفض درجة الحرارة خلال دورة كأس العالم في قطر، وهو ما كان من بين العوامل المهمة في إقناع لجنة «الفيفا» بقدرة قطر على خفض درجة الحرارة العالية خلال موسم كأس العالم 2022.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

* اثبت وجودك ...... شاركنا التعليق ........ تنموا المعلومة وينتفع الجميع .
* ارجوا من السادة المشاركين عدم وضع رد به روابط اعلانية خارجية .
* انتبه الى الفاظك واعلم ان عليك رقيب .

تحياتى م. على حسين الفار

اخر الكتب المضافة

افضل المواضيع