كان والده كان لا يمل أن
يردد عليه عبارة : " إما أن تصبح مهندساً أو أن تصبح
حماراً ، وبخفة دمه الملحوظة يقول ولأني لا أريد أن أكون
حماراً ، التحقت بكلية الهندسة ، فقد كان أبى على قناعة
كاملة بأن الفن والأدب ليسا إلا هواية ، ولا ينبغي لهما أن
يكونا أكثر من ذلك.
ومرة أخرى يجبره والده على
التخلي عن دراسة الهندسة المعمارية التي رأى فيها عوضاً
عما فاته في دراسة الفن والأدب ، طالباً منه أن يدرس
الهندسة المدنية .
درس النشائى الهندسة المدنية
دون حماس ، وبعد تخرجه من جامعة هانوفر الألمانية في عام
1968 ، عمل قرابة ثلاث سنوات في بعض الشركات العاملة في
مجال تصميم الشوارع والكباري إلى أن جاء يوم تحدث إليه
أستاذه ناصحاً باستكماله لدراسته الأكاديمية ، على أن يكون
ذلك في أمريكا، واستجاب النشائى ، إلا أنه قرر الذهاب
لإنجلترا بدلاً من أمريكا ، وهناك حول مساره من دراسة
الهندسة الإنشائية لدراسة الميكانيكا التطبيقية. وقد غاص
في هذا العلم باحثاً عن الأسس التي قام عليها ، لينال درجة
الماجستير والدكتوراه في هذا التخصص من جامعة لندن .
الفوضى
تقوده إلى جائزة نوبل
عمل النشائي محاضراً في
جامعة لندن بعد حصوله منها على درجة الدكتوراه لمدة سنتين
، سافر بعدها للمملكة العربية السعودية ليعمل مدرساً في
جامعة الرياض ، ومديراً عاماً للمشاريع بالمركز الوطني
للعلوم والتكنولوجيا لمدة أربع سنوات، تمكن خلالها من
الحصول علي درجة الأستاذية ، ومن هناك سافر إلي أمريكا
ليلتحق بالعمل في معامل لاس آلاموس، وكانت هذه بداية
الخروج من محيط الهندسة ، حيث بدأ في الاهتمام بالعلوم
النووية... وفى هذه الأثناء ، ظهر علم جديد يطلق عليه
"الشواش" أو الفوضى ، وهو علم يدرس في القواعد الرياضية
والتطبيقات الفيزيائية للنماذج العشوائية .
وجد النشائي نفسه مشدوداً
إلى العلم الجديد ، وقرر أن يدرسه قبل أن يلتحق بجامعة
نيومكسيكو للعمل كأستاذ فوق العادة لمدة عامين ، عمل بعدها
بجامعة كورنيل كأستاذ بقسم علوم الفضاء والطيران .تخصص
النشائى في دراسة علم " الفوضى المحددة " ، وفى هذه الفترة
تقابل مع العالم البريطانى السير هيرمان الذي قدم له
الفرصة ليلتحق بجامعة كمبريدج البريطانية العريقة . ولم
يكن تعيينه في كمبريدج أمر سهل ، حيث قابل صعوبات عديدة
خاصة وأن تخصصه الأساسي كان الهندسة ،، وأكثر من 99 % من
المشتغلين معه في القسم من علماء الطبيعة مما جعله يشعر
بالغربة .
ولكن تحت إصراره ورغبته في
ألا يخذل الرجل الذي عينه بالقسم على الرغم من أنه مسلم
ومصري وأسمه محمد ، بدأ في الإطلاع على ما يتم من حوله ،
حيث كان أكثر من 100 عالم يشتغلون علي ما يسمي نظرية (
الأوتار الفائقة) وهى نظرية تهدف إلى توحيد نظرية النسبية
مع نظرية الكم على مستوى علم الميكانيكا والذرة. وكانت
المفاجأة أن دراسته للهندسة وعلم الفوضى قد أفادوه كثيرا
في هذا المجال المعروف الآن بفيزياء الجسيمات عالية الطاقة
.
وهناك نجح النشائى في أن
يحفر لاسمه بأحرف من ذهب ، حيث استطاع بعد قيامه بالعديد
من التجارب والأبحاث تصحيح بعض الأخطاء والمفاهيم العلمية
التي حوتها نظرية النسبية العامة لآينشتاين ، ودمج نظريته
الشهيرة مع نظرية الكم في نظرية واحدة ، أطلق عليها نظرية
" القوى الأساسية الموحدة " .
وظل النشائى يعمل كأستاذ
بقسم الرياضيات والطبيعة النظرية بجامعة كمبريدج ببريطانيا
لمدة 11 عاماً ، نجح خلالها في تأسيس أول مجلة علمية في
العلوم غير الخطية وتطبيقات العلوم النووية ، وتصدر هذه
المجلة في ثلاث دول هي أمريكا وإنجلترا وهولندا.
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق
* اثبت وجودك ...... شاركنا التعليق ........ تنموا المعلومة وينتفع الجميع .
* ارجوا من السادة المشاركين عدم وضع رد به روابط اعلانية خارجية .
* انتبه الى الفاظك واعلم ان عليك رقيب .
تحياتى م. على حسين الفار